في مؤلفاتها النحتية، تستخدم زينب الهاشمي فراء الإبل وجلودها المصبوغة في منطقة العين، احدي الواحات بالامارات العربية. يشكل الجلد، الذي يتم تركيبه على أسطحة مختلفة، مناظر طبيعية منحوتة ويخلق تقاطعات بين الأشكال والأشياء التي تبدو مختلفة. إنه يلمح إلى كيفية تكيف البشر ولإبل مع بيئاتهم.
ومن خلال أعمال زينب الهاشمي يتردد صدى الارتباط بين التقدم والتراجع. وكما أوضح الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مؤسس إمارة دبي: «جدي كان يركب جملاً، وأبي ركب جملاً، وأنا أقود سيارة مرسيدس، وابني يقود سيارة لاند روفر، وابنه يقود سيارة لاند روفر، ولكن ابنه سوف يركب الجمل.»
Film by Ayah Dhafer (in Englisch)
كلمة الفنانة
«قد يكون هناك» هي تركيبة معبرة مكونة من براميل النفط التي تم تحويلها الي هرم. انني أغوص في التحول العميق الذي اكتسح الامارات العربية المتحدة منذ ظهور النفط. إنبعاثاً من قلب الهرم، يطوق نسيج ملفت للنظر براميل النفط تذكيراً بالجلد المشدد للجمال من سلالات مختلفة بالمنطقة، تمثيلاً للتغيير واستلهاماً من التحول التاريخي بعد اكتشاف النفط. ان شكل الهرم بمثابة أنشودة مسير التقدم الذي تم تشيدها من البراميل التي دفعت الامارات العربية الي الحداثة.
وارتباطا بتأثير اكتشاف النفط بشبه الجزيرة العربية، تتماشى أعمالي الفنية مع مناقشة التطور الثقافي وإعادة تشكيل التقليد. وبالغوص في التعارض بين التقدم والتقليد، فإن المنحوتات المكونة من جلد الجمال تمثل رموزاً تحث المشاهدين والمشاهدات للتفكير في العلاقة الديناميكية بين الماضي والحاضر وتقدم حواراً بصرياً عن الإرث الثقافي لمنطقة الخليج وعن البحث المستمر عن الهوية في وجه التمدن الصناعي المستمر.
ان تاريخ الامارات العربية المتحدة متداخل مع الجمل. لقد لعبت هذه الحيوانات دوراً بارزاً في تنمية المنطقة. فقبل اكتشاف النفط، كانت الجمال أساسية للمواصلات والتجارة والبقاء علي الحياة في البيئة الصحراوية. لقد تحول سباق الجمال من رياضة تقليدية إلى رمز للثراث وللهوية. لقد قامت الامارات العربية المتحدة بالاستثمار في تربية الجمال وتنظيم فاعليات السباق وبالتالي مزج الحداثة بالتقليد. واليوم تمثل الجمال أيقونة ثقافية تعكس الاعتماد التاريخي علي هذه الحيوانات القادرة علي الصمود والحفاظ علي الارتباط بالجذور الصحراوية.
زينب الهاشمي
زينب الهاشمي (من مواليد ۱٩۸٥)هي فنانة مفاهيمية من الإمارات العربية المتحدة. إنه تقيم وتعمل في دبي. تصمم أعمالها التركيبية كتعليقات خاصة بالموقع مع التركيز على التقاليد الثقافية لشبه الجزيرة العربية. من خلال المزج بين المواد والإنشاءات، تخلق منحوتات المناظر الطبيعية تدمج التاريخ الثقافي والطبيعي.
ثيسيوس تمبل Theseus Temple
قام المهندس المعماري لبلاط هابسبرغ بيتر فون نوبيل ببناء ثيسيوس تمبل من العام ۱۸۱٩ الي العام ۱۸۲٣. تم تصميمه لإيواء عمل فني معاصر منفرد: تحفة الرخام الأبيض لأنطونيو كانوفا «ثيسيوس يذبح القنطور». ولمدة سبعين عاماً تقريباً، ظل هذا العمل الفني وحده داخل المبني الي أن تم نقله عام ۱۸٩٠ الي الدرج الفخم في متحف تاريخ الفن حيث لا يزال موجودًا إلى يومنا هذا.
والآن، أعادت سلسلة من المعارض هذه المبنى إلى هدفه الاساسي: عرض عمل فني معاصر مفرد، مرة كل عام. نقدم هذا العام عملاً لزينب الهاشمي.